الدول والحكومات بقلم / رسميه رفيق طه
===بسمة الصباح====
-----الدول والحكومات------
سألني أحدهم عن الأسباب التي أدت إلى انهيار الدول العربية وعدم قدرتها على مواكبة التطور والارتقاء بالشعوب كما هو موجود في الدول الغربية علما بأن جميع القنوات الفضائية بكافة الدول توجه سهاما من الرصاص الحي على كافة السلبيات التي تقع من المسؤولين دون فائدة ترجى ----و-طبعا الأسباب عديدة وأهمها الأسرة العربية فأجاب كيف ذلك وما علاقة هذا بسؤالي فقلت : تعال معي لنجري مقاربة وستجد قولي صحيحا فالوالدان هما الحكومة والأولاد هم الرعية والشعب -والعادات والتقاليد المتوارثة هي الدستور والمنزل هو الوطن ومن هؤلاء تتألف الدولة الصغيرة وهي الأسرة ومن كل الأسر تتشكل الدولة أو الحكومة وكما إن هناك أنواعا من الإدارة العائلية هناك أنواع من الإدارة الحكومية –فهناك أبوان شديدا الوطأة ظالمان يأخذان أولادهم بالقوة وربما سخراهم لمنفعتهم الشخصية هناك أيضا" حكومة ظالمة تستنفذ قوى الشعب كما يسخر الفلاح الثيران لحراثة الأرض وفي المقابل نجد سلطة أبوية حكيمة تستخدم نفوذها لخدمة أولادها والحصول على السعادة المنزلية -وكذلك هناك أسر متفككة الأوصال يتآكلها الحسد والغيرة ويهدم كيانها البغض المتأصل في الأعضاء كذلك الدولة والشبه لا يقتصر على الوجهة السياسية والإدارية بل يتناول الشؤون الاقتصادية –فالتدبير والتقتير والإسراف وبسط اليد وقبضها وإضاعة الأموال وهدرها -والجهل بالحصول على الموارد وكيفية توزيعها في الأسرة هي نفسها في الدول والحق يقال بأن هذا الاتصال لم يكن محصورا على الشبه وإنما هو اتصال تدرجي نشوئي بدليل إن الفرد وهو طفل يتعلم في أسرته معنى المعيشة والتآلف مع الغير وفق القواعد التي بثها الوالدين في المنزل وفي نفس الطفل ليتعلم معنى الانقياد إلى القوانين والطاعة لها ومعنى الولع بأهله ومنزله وأسرته وبتقاليده الإيجابية وتعلقه بالمنزل الذي عاش به وسكنه ولعب مع أولاد الجيران وأصدقائه –كل ذلك يولد عند الطفل نوعا من الإخلاص والتفاني والمحبة والمسؤولية تجاه كل شيء وعليه أقول بأن أصلاح الأسرة العربية هي أهم توطئة للحصول على دولة وحكومة صالحة وأقوى ضمان للإحتفاظ بمجتمع صالح نظيف –فهل الأسرة العربية ما زالت صالحة وقائمة على معاني وقيم الأخلاق ---هل الأسرة العربية مترابطة متلازمة متجانسة حتى نحصل على مسؤولين يدركون معنى الانتماء لوطنهم وأهلهم ومن هنا أقول بأن مفتاح تطور الدولة هو الأسرة -الدولة الصغيرة التي تؤلف في مجموعها الدولة والحكومة وإلا سنضطر لاستيراد من يدير أمورنا فالمسؤول هو من عامة الشعب ومن أسرتنا العربية فاللوم علينا نحن الأباء والأمهات
-----------صباح الأسرة العربية
--------------المحامية رسمية رفيق طه---------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق