هويتنا
بقلم: هبة سامي أبو صهيون
******************************************
إنطق يا تاريخ هويتنا
فقد أغرقتها الدموع
و شوهتها الصدوع
إنطق
فقد مر عليها عهود تلو عهود
طمست فيها المعالم و الحروف
طمرها الثرى و أخرسها الخنوع
و لم يبقى لها سواك شهود
إنطق
فنار الحيرة سرت في الضلوع
خلفت في القلب غصة و جروح
أآباؤنا ذوي التيجان أصحاب الفتوح
ولأعلامنا كانت تنحني كل الصروح
أم أعلامنا تطوح هوانا لا تلوح
و بطولات أبناءنا معلقة هزلاً
في بيت عنكبوت!
كل على شبكته فصيح نصوح
كل فيه عالق لا يود عنها البروح
فيهم بث سمه عنكبوت طاغوت
زين لهم لحتفهم بجهلهم التابوت
لتابوتهم عجباً يقيموا الأفراح
يملؤوا الكؤوس و يضربوا الأقداح
أبناؤنا أتباع صيحة الإنفتاح
هيهات يتبعو منها الفلاح
كل فيها تائه ينقصه الإصحاح
لو أنهم دعوا عنهم الإمتداح
لربما أبصروا حالهم الممقوت
لربما استيقظوا من السبوت
لعلهم تساءلوا بصوت مكبوت
أنحن من أثارت الرياح جيادنا
لتكون عواصف الحق منا
أعمورية كانت فينا
و إغاثة صيحة تستنجد الأحرار
أم في جموع المتفرجين صرنا
نترقب لآهات إخواننا الأخبار
أبلادنا كالجسد الواحد كانت
فلا الوتد ولا الإسفين يفككها
أم كالغيوم العائمة في السماء صارت
لا الرياح ولا الأعاصير تلملمها
أمن أمة رجت لها الأرض
إلى أخمصيها هيبة
إذا ذكر اسمها كنا
أم أمة بكت عليها الأرض
حتى بللت أخمصيها حزناً
إذا ذكر اسمها صرنا
أتكون حقاً هذه نهايتنا
أيعقل رفعت أقلام حضارتنا
جفت صحيفة أندلسنا
تشردت حروف لغتنا
ضاعت سطوة عروبتنا
ذبل ربيع أمجادنا
تاه السلم عن إسلامنا
ماذا تبقى في جعبتنا
بقيت النقاط لهويتنا
محفوظة في قرآننا الكريم
كتابنا العظيم
نسمة أمل من رب رحيم
لمن فقه منه التعاليم
فيه نكون و أبداً لا نكون
من نور سطوره تبصر العيون
في ظله مدينة أفلاطون
بين طياته زمن الراشدين
في آياته تتلى تراتيل التمكين
لمن سار للإصلاح بالإحسان
سيجني لا ريب وعود الله الحسان
فلا يعلو على نفوذ الله سلطان
صدق الوعد الموعود
في أفنانه ربيعنا المنشود
بشريعة السماء لا بد سنعود
بها نسمو من صعود لصعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق